ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية

 

أ.د. صالح مهدي السامرائي


عشت مع الحاج عمر ميتا في طوكيو في غرفة واحدة لسنة كاملة تقريباً (اخر 1960 – 1961م) وحينها بدأ يترجم معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية وتكون اول ترجمة يقوم بها مسلم ياباني. لقد اخبرت المهندس عبد الرشيد ارشد الباكستاني الذي سبق أن زار اليابان ويعرف عمر ميتا جيداً اخبرته أن عمر ميتا بدأ يترجم معاني القرآن إلى اللغة اليابانية. كان عبد الرشيد ارشد مهندس تلفونات في مكة وهو من كبار رجال الدعوة فقام بالاتصال برابطة العالم الاسلامي في مكة واستدعت عمر ميتا وبعدها مصطفى كومورا الداعية الياباني وذلك في عام 1962م فأكملوا الترجمة في اواخر عام 1965م. رجع عمر ميتا واستكمل ترتيبات الترجمة واستدعته الرابطة عام 1971م وكلفت السيد احمد سوزوكي وصالح السامرائي بمراجعة الترجمة وترتيبات الآيات والسور تحاشياً للخطأ . وتولى الملك فيصل رحمة الله عليه طباعة الطبعة الاولى والثانية وأودع المبالغ اللازمة للصرف على الطباعة كلما نفدت في السفارة السعودية.  علما أن عمر ميتا لم يذكر في مقدمة ترجمته احداً من الذين ساعدوه إلا احمد سوزوكي وصالح السامرائي.

وحدث فيما بعد أن رابطة العالم الاسلامي كلفت مركزنا الاسلامي بمراجعة ترجمة عمر ميتا وألفنا لجنة لذلك وأجرينا بعض التصليحات. بعد ذلك تولت جمعية مسلمي اليابان اجراء تعديلات مشابهه ، وهذا دفعهم إلى تبني الترجمة بكاملها ومنع أي مسلم ياباني او غيره من طباعتها. وكنا نشتري النسخة الواحدة من جمعية مسلمي اليابان بـ 25 دولار ونضيف عليها 25 دولار اخرى للبريد السريع لمن يطلبها منا من الخارج.

احس المسلمون اليابانيون بظلم احتكار الترجمة من قبل الاخوة في جمعية مسلمي اليابان فقام الاخ الياباني سعيد ساتو بإجراء ترجمة خاصة به واحمد سوزوكي عمل ترجمة جديدة مع التفسير وحسن ناكاتا ترجم إلى اليابانية تفسير الجلالين ، إلى غير ذلك. وأظن أن الترجمة الجديدة التي قام بها سوزوكي نستطيع الحصول منه على حق الطبع مقابل مكافأة مادية على اتعابه ونتفاوض معه بعد أن نكلف لجنة للحكم على هذه الترجمة . إننا لا نريد أن ندخل في جدل ، وكل جمعية لها حق التصرف ، ونبتعد عن المشاكل خصوصاً في بلد دعوة .

النصارى هرّبوا مليون نسخة من الانجيل باللغة الصينية وادخلوها في الصين ، اما الان وبعد انفتاح الصين اتفق النصارى مع حكومة الصين الشيوعية فطبعت لهم 25 مليون نسخة من الانجيل توزع مجاناً في عموم الصين.

التعدد طيب والترجمة ليست قرآناً بل تفسير ، وفي العربية تفاسير للقرآن الكريم لا حد لها ، وكذلك في اللغات الأخرى فلا اعتراض على التعددية بل اغناء.

انا شاهد على ذلك والله رقيب على كل كلمة اقولها يسألني ربي عنها .